أخيرا فعلها المصريون، أخيرا فعلناها – يبدو الأمر مثيرا للفخر عندما نستعمل "نا" الفاعلين- استطعنا إسقاط مبارك، ودفعه إلى إعلان التنحي.
لأول مرة منذ زمن طويل، طويل جدا، ربما من أزمة ناصر مع الديموقراطية منذ 1952، ربما منذ هبة المصريين لنيل استقلالهم في 1919، ربما منذ اختيار المصريين للضابط الألباني محمد علي في 1805 ليصبح حاكما، ربما منذ الحملة الفرنسية والانتفاضات الشعبية ضد الفرنسيين، وربما قبل ذلك بكثير. استطاع المصريون أن يفعلوها، أن يسقطوا نظام مبارك الذي ظل رازحا على صدورهم، وأرزاقهم، وآرائهم لثلاثين عاما، تدهور فيها كل شيء، وانكسر فيها الكثير، وأهم ما كان منكسرا هو شخصية المصريين. كانت ثقة الفرد بنفسه هي آخر شعور يمكن للمصري أن يشعر به في ظل مبارك. كنا منكسرين، محبطين، مقهورين، لا نرى لأنفسنا أي مخرج من النفق المظلم الذي أدخلنا نظام الفرعون فيه. لذا لم يكن غريبا أن يخرج هتاف "ارفع راسك فوق.. أنت مصري" بشكل عفوي تماما بعد إذاعة خطاب عمر سليمان بتنحي مبارك.
لأول مرة منذ زمن طويل يشعر المصريون بالفخر.. هذه المرة ليس لانتصار في مباراة كرة قدم، وليس نتاج حديث أجوف عن "أم الدنيا"، أو "أحفاد الفراعنة" أو "حضارة السبعة آلاف عام".. الفخر هذه المرة بما صنعناه بأيدينا، بدماء الذين استشهدوا، بإصابات الآلاف الذين صمدوا في "التحرير"، بتركة الغضب الذي ولد وتربى وترعرع في جيل ولد ونشأ وشب في ظل رئيس واحد وحزب واحد، سلبا من الجميع إمكانية النمو والتطور، واستطاع هذا الجيل إسقاط هذا النظام بجسده العاري.
لذا استحق الفعل الفخر للمصري الذي هتف "الشعب يريد إسقاط النظام".. وبالفعل أسقطه. ولذا كان مساء الجمعة احتفالا، وصباح السبت عيدا، أول عيد يصنعه المصريون بأيديهم، وخرجوا ليحتفلوا، ويغنوا، ويرقصوا.. ويسخرون من دعايات النظام "البائد" ضدهم.
صباح الانتصار، خرج الشباب بأيديهم مكانس ليكنسوا شوارع وسط القاهرة، وأعادوا طلاء الحيطان، وحجر الأرصفة، وغسلوا التماثيل المنتصبة في ميادين وسط البلد.
خرجوا مرفوعي الرأس، باسمي الوجوه، شاعرين بالفخر، بالقدرة على الفعل، بالثقة في حناجرهم، في سواعدهم.. في أجسادهم العارية.
منذ 25 يناير دخل المصريون مدرسة جديدة، يتعلمون فيها بناء عالم يخصهم.
في كل يوم كان الجميع يكتسب خبرات جديدة.. في التنظيم، في المقاومة، في الرفض، في الوجود..
مع كل يوم كان الجميع يواجه تحديا جديدا، سؤالا جديدا، وفي كل يوم كان الجميع يبدع أجوبة جديدة، ومختلفة، وغير مسبوقة.
لم تنته الثورة في مصر بإسقاط مبارك، ولكنها بدأت.. سينتقل ميدان التحرير إلى داخل المصانع والشركات والمؤسسات لندخل هذه المرة حرب مواقع جديدة من أجل التطهير وفتح الملفات القديمة وفضح الفاسدين..
شعر المصريون بالفخر فانطلقت صيحات وتظاهرات جديدة أصغر وتنادي بمطالب جديدة، بالكشف عن الفاسدين الذين يأكلون أرزاق الكادحين. كان أمرا مفرحا أن ترى مظاهرة جديدة تجوب شوارع وسط البلد تضم عمال سلسلة محال شهيرة ومنتشرة في أرجاء مصر تساءل المالك عن أجورها وحقوقها. كان أمرا مبشرا أن تمرّ من أمام وكالة أنباء الشرق الأوسط وتسمع شعارات العاملين المعتصمين بالداخل للكشف عن فساد إدارة الوكالة والمطالبة بمحاسبتهم.
شعر المصريون بالفخر.. وآمنوا بقدرتهم على الفعل، وبدأت النار المقدسة التي ولدت في ميدان التحرير في الانتقال إلى أطراف مصر وأهلها الذين يستحقون بجدارة أن يرفعوا رؤوسهم عاليا، لأنهم.. مصريين.
لأول مرة منذ زمن طويل، طويل جدا، ربما من أزمة ناصر مع الديموقراطية منذ 1952، ربما منذ هبة المصريين لنيل استقلالهم في 1919، ربما منذ اختيار المصريين للضابط الألباني محمد علي في 1805 ليصبح حاكما، ربما منذ الحملة الفرنسية والانتفاضات الشعبية ضد الفرنسيين، وربما قبل ذلك بكثير. استطاع المصريون أن يفعلوها، أن يسقطوا نظام مبارك الذي ظل رازحا على صدورهم، وأرزاقهم، وآرائهم لثلاثين عاما، تدهور فيها كل شيء، وانكسر فيها الكثير، وأهم ما كان منكسرا هو شخصية المصريين. كانت ثقة الفرد بنفسه هي آخر شعور يمكن للمصري أن يشعر به في ظل مبارك. كنا منكسرين، محبطين، مقهورين، لا نرى لأنفسنا أي مخرج من النفق المظلم الذي أدخلنا نظام الفرعون فيه. لذا لم يكن غريبا أن يخرج هتاف "ارفع راسك فوق.. أنت مصري" بشكل عفوي تماما بعد إذاعة خطاب عمر سليمان بتنحي مبارك.
لأول مرة منذ زمن طويل يشعر المصريون بالفخر.. هذه المرة ليس لانتصار في مباراة كرة قدم، وليس نتاج حديث أجوف عن "أم الدنيا"، أو "أحفاد الفراعنة" أو "حضارة السبعة آلاف عام".. الفخر هذه المرة بما صنعناه بأيدينا، بدماء الذين استشهدوا، بإصابات الآلاف الذين صمدوا في "التحرير"، بتركة الغضب الذي ولد وتربى وترعرع في جيل ولد ونشأ وشب في ظل رئيس واحد وحزب واحد، سلبا من الجميع إمكانية النمو والتطور، واستطاع هذا الجيل إسقاط هذا النظام بجسده العاري.
لذا استحق الفعل الفخر للمصري الذي هتف "الشعب يريد إسقاط النظام".. وبالفعل أسقطه. ولذا كان مساء الجمعة احتفالا، وصباح السبت عيدا، أول عيد يصنعه المصريون بأيديهم، وخرجوا ليحتفلوا، ويغنوا، ويرقصوا.. ويسخرون من دعايات النظام "البائد" ضدهم.
صباح الانتصار، خرج الشباب بأيديهم مكانس ليكنسوا شوارع وسط القاهرة، وأعادوا طلاء الحيطان، وحجر الأرصفة، وغسلوا التماثيل المنتصبة في ميادين وسط البلد.
خرجوا مرفوعي الرأس، باسمي الوجوه، شاعرين بالفخر، بالقدرة على الفعل، بالثقة في حناجرهم، في سواعدهم.. في أجسادهم العارية.
منذ 25 يناير دخل المصريون مدرسة جديدة، يتعلمون فيها بناء عالم يخصهم.
في كل يوم كان الجميع يكتسب خبرات جديدة.. في التنظيم، في المقاومة، في الرفض، في الوجود..
مع كل يوم كان الجميع يواجه تحديا جديدا، سؤالا جديدا، وفي كل يوم كان الجميع يبدع أجوبة جديدة، ومختلفة، وغير مسبوقة.
لم تنته الثورة في مصر بإسقاط مبارك، ولكنها بدأت.. سينتقل ميدان التحرير إلى داخل المصانع والشركات والمؤسسات لندخل هذه المرة حرب مواقع جديدة من أجل التطهير وفتح الملفات القديمة وفضح الفاسدين..
شعر المصريون بالفخر فانطلقت صيحات وتظاهرات جديدة أصغر وتنادي بمطالب جديدة، بالكشف عن الفاسدين الذين يأكلون أرزاق الكادحين. كان أمرا مفرحا أن ترى مظاهرة جديدة تجوب شوارع وسط البلد تضم عمال سلسلة محال شهيرة ومنتشرة في أرجاء مصر تساءل المالك عن أجورها وحقوقها. كان أمرا مبشرا أن تمرّ من أمام وكالة أنباء الشرق الأوسط وتسمع شعارات العاملين المعتصمين بالداخل للكشف عن فساد إدارة الوكالة والمطالبة بمحاسبتهم.
شعر المصريون بالفخر.. وآمنوا بقدرتهم على الفعل، وبدأت النار المقدسة التي ولدت في ميدان التحرير في الانتقال إلى أطراف مصر وأهلها الذين يستحقون بجدارة أن يرفعوا رؤوسهم عاليا، لأنهم.. مصريين.
الأربعاء مايو 08, 2013 1:42 pm من طرف البرنس زياد
» حمادة أبو الحمد ربيعي في ذمة الله
الثلاثاء مارس 12, 2013 7:59 pm من طرف جاد الكريم الشرقاوي
» لحياة الزوجية
السبت أبريل 28, 2012 1:43 pm من طرف جاد الكريم الشرقاوي
» كم عدد أبواب الجنة
السبت مارس 17, 2012 6:37 pm من طرف البرنس زياد
» معجزة من القرآن الكريم
الإثنين نوفمبر 28, 2011 11:18 am من طرف الاستاذ 3
» الأزهر يرجو الله أن يكون ضحايا التحرير "شهداء"
الإثنين نوفمبر 21, 2011 6:34 pm من طرف جاد الكريم الشرقاوي
» قصيدة اعجبتني
السبت نوفمبر 19, 2011 4:53 am من طرف جاد الكريم الشرقاوي
» رزقنى الله بأول مولود
الأربعاء نوفمبر 09, 2011 10:45 am من طرف الاستاذ 3
» رسالة ترحيب بابنى ( خالد )
الأربعاء نوفمبر 09, 2011 10:29 am من طرف الاستاذ 3