طرائف وعجائب انتخابات مجلس الشعب (1)
ليس هناك حدث أكثر أهمية وجدية في مصر كلها من انتخابات مجلس الشعب، فهذه الانتخابات مع الانتخابات الرئاسية المفترض أنهما معًا يشكلان ملامح مستقبلنا في السنوات القادمة، والمفترض أيضًا أن هذه الأحداث تهم كل المصريين، فعلى أساسها تحل أو تزيد مشاكلنا.. وهي للأسف كثيرة، بداية من الفقر وسوء التعليم والبطالة والعشوائيات والفساد نهاية بحرية الرأي والتعبير والديمقراطية.
ورغم الأهمية الكبيرة لهذه الانتخابات، إلا أن الكثير من أحداثها جاءت بشكل ساخر وغريب بصورة تجعلنا نتوقف كثيرًا أمامها، لنرى كيف استطاعوا أن يجعلوا الشعب المصري يظهر بهذه الصورة التى نحتار معها أنضحك ام نبكي.. حقاً أنها مهزلة.. و"هَمْ يضحك.. وهَمْ يبكي".
البداية مع الأمور الطريفة التي يمكنها أن تخفف علينا قليلاً دموية أحداث مسرحية اغتيال مصر، والتي أجريت أول فصولها يوم 28 نوفمبر - وربنا يستر علي الإعادة- أول مشهد طريف كان من أنصار مرشحي الوطني، والذين كانوا يوزعون منشطات "فياجرا" على الناخبين في دائرة الخليفة والمقطم.. ومن فرط قلة حيلة المرشح المستقل المنافس أمام هذه الوسيلة المبتكرة والقوية لرشوة الناخبين، استعان بسيارة نصف نقل لتدور حول اللجان وعليها سماعات بحجم عائلي لتردد أغنية مسلسل العار "قولوا للي أكل الحرام يخاف"، ورغم جهلي الشديد بأمور"الفياجرا" وأخواتها.. إلا إنني متأكد إنها لا "تأكل".
وإذا كانت "الفياجرا" تعد رشوة انتخابية، فبالتأكيد لا يمكن نقول ذلك على "الفطير المشلتت" الذي قام مرشح الوطني أيضا عبده أبو عايشة، بتوزيع المئات منه بمختلف الأحجام بدائرة ميت غمر، الكثير من الأهالي علّقوا على كرم المرشح، وردد بعضهم أن الفطير مجرد البداية سيأتي بعدها حتما "الهُبر"، خاصة وانه نائب ميسور الحال، يبقى أن تعرف أن هذا النائب نجح بالفعلفى الطلعة الاولى وهو عضو مؤسس في رابطة نواب الفطير على نفقة الدول، أقصد العلاج على نفقة الدولة.
"الصناديق المؤمنة"، وصفٌ ردده الكثير من الناخبين أمام لجنة مدرسة سعد زغلول بمدينة 15 مايو، تعليقًا على خروج الصناديق الانتخابية قبل موعد غلق التصويت بحوالي ساعة.. وتزامناً ذلك مع موعد أذان صلاة العشاء.. فعلاً صناديق مؤمنة خرجت لأداء الصلاة.." أو كما قال أحد الشباب"هايزوّرها وهي بتصلّي" كاستعارة انتخابية من جملة قيلت في فيلم "واسلاماه"، عندما قرر التتار مهاجمة المسلمين وهم يصلون.
رغم أن هذا الموقف قد لا يبدوا طريفاً للبعض، إلا إنني أراه طريفاً من وجهة نظري المتواضعة.. ما اقصده تصريحات مسئولي الحزب الوطني بعد ساعات قليلة من بدأ "التصويت" والتي أكدت أن مندوبي بعض مرشحيهم تعرضوا للمنع والبلطجة من قبل أنصار جماعة الإخوان المسلمين، وعلى الناحية الأخرى جاءت تصريحات الأخوان عكس ما قاله الوطني، وأكدوا هم أيضا أنهم تعرضوا للمنع والتزوير والضرب.. الأمر الذي جعل الكثير من شباب شبكة "فيس بوك" يعلقون قائلين:" أُمال مين اللي بيضرب".
ومع قرب نهاية اليوم الانتخابي، بدأت حرب من نوع جديد بين مرشحي الوطني بعضهم البعض، في صراع مستميت على التزوير، غرابة المشهد أنه يتم لأول مرة تزوير من الوطني ضد الوطني، أو حتى لصالح المعارضة كما أكد البعض، ألا توجد كوميديا أكثر من ذلك،التزوير لصالح الأخير وأحيانا بالغصب.. فعلاً عمليات التزوير شابها بعض الانتخابات !!
دعك من كل ذلك المضحكات المبيكات.. واذهب بدون تردد لتستمتع بأجمل التعليقات الكوميدية علي موقع "تويتر-وفيس بوك"، هذه التعليقات بالنسبة لي تقف على مسافة واحدة من كوميديا مسرحية العيال كبرت ومدرسة المشاغبين، خد عندك بعض الامثلة :" دعاء الناخب المصري: اللهم أهلك الإخوان بالوطنيين وأخرجنا منهم سالمين". ويتضامن آخر معه في الدعاء قائلاً:" اللهم يا حنان يا منان نسألك مرشحا لا وطني ولا إخوان"، ويعلق آخر علي شعار الأخوان فيقول:"جماعة الإخوان تؤكد على مدنية الدولة ونبذها للعنف وتؤكد أن السيوف في شعارها.. هي سيوف تستخدم في عمل السلطة".
وأبرز التعليقات التي انتشرت بكثرة، تعليق يقول صاحبه "غنيم" على موقع "تويتر":"ويكيليكس تعتذر عن عدم قدرتها على تغطية الانتخابات المصرية لعدم قدرة سيرفراتها على استيعاب كمية وثائق التزوير المتوقع كشفها غدا".. وعلّق أحدهم على عنوان لإحدى الصحف القومية فقال:" غدًا عرس الديمقراطية ...أعتقد النهاردة الموضوع واضح إنه دخلة وكتب كتاب". وتعليقًا على انتشار ظاهرة شراء الأصوات، قال أحد الشباب:" في العراق كان عندهم اتفاقية النفط مقابل الغذاء .. في مصر عندنا اتفاقية الصوت مقابل الغداء".
كلمة أخيرة: هذه بعض المواقف والطرائف والغرائب والعجائب عن واقعنا المصري المبعثر والمحنط.. هذه وقائع وحقائق لا يمكن أن تنكرها عين، ناخبين بعضهم مرتشين، وحكومة ترى كلوا أن "تمام". ومرشحين يتقاتلون ويدفعون بأنصارهم إلي أتون حرب أهلية.. والهدف: الحصول علي "كرسي" لخدمة الناس وتمثيلهم تحت "القبة".. لم أرى أعظم من ذلك ولا أكثر روعة.. يالكم من رجال أبرار.. تقتلون بعضكم البعض لكي تخدمونا.. خلاص ماتبصتهاش اكتر من كدا !!
ويا سادة يا كرام، يا أولى الأمر منا.. لقد أظلمتم الدنيا في عيوننا، ومن لا يملك عيناً ليرى.. لن يميز بين الظلام، فاتركوا لنا أفواه لنضحك، ولا أقولكم.. كلها محصلة بعضها.. أو كما قال احدهم –معرفش مين- إذا كنت لا تملك ألا الشاكوش فلن تجيد ألا الدق !!
ليس هناك حدث أكثر أهمية وجدية في مصر كلها من انتخابات مجلس الشعب، فهذه الانتخابات مع الانتخابات الرئاسية المفترض أنهما معًا يشكلان ملامح مستقبلنا في السنوات القادمة، والمفترض أيضًا أن هذه الأحداث تهم كل المصريين، فعلى أساسها تحل أو تزيد مشاكلنا.. وهي للأسف كثيرة، بداية من الفقر وسوء التعليم والبطالة والعشوائيات والفساد نهاية بحرية الرأي والتعبير والديمقراطية.
ورغم الأهمية الكبيرة لهذه الانتخابات، إلا أن الكثير من أحداثها جاءت بشكل ساخر وغريب بصورة تجعلنا نتوقف كثيرًا أمامها، لنرى كيف استطاعوا أن يجعلوا الشعب المصري يظهر بهذه الصورة التى نحتار معها أنضحك ام نبكي.. حقاً أنها مهزلة.. و"هَمْ يضحك.. وهَمْ يبكي".
البداية مع الأمور الطريفة التي يمكنها أن تخفف علينا قليلاً دموية أحداث مسرحية اغتيال مصر، والتي أجريت أول فصولها يوم 28 نوفمبر - وربنا يستر علي الإعادة- أول مشهد طريف كان من أنصار مرشحي الوطني، والذين كانوا يوزعون منشطات "فياجرا" على الناخبين في دائرة الخليفة والمقطم.. ومن فرط قلة حيلة المرشح المستقل المنافس أمام هذه الوسيلة المبتكرة والقوية لرشوة الناخبين، استعان بسيارة نصف نقل لتدور حول اللجان وعليها سماعات بحجم عائلي لتردد أغنية مسلسل العار "قولوا للي أكل الحرام يخاف"، ورغم جهلي الشديد بأمور"الفياجرا" وأخواتها.. إلا إنني متأكد إنها لا "تأكل".
وإذا كانت "الفياجرا" تعد رشوة انتخابية، فبالتأكيد لا يمكن نقول ذلك على "الفطير المشلتت" الذي قام مرشح الوطني أيضا عبده أبو عايشة، بتوزيع المئات منه بمختلف الأحجام بدائرة ميت غمر، الكثير من الأهالي علّقوا على كرم المرشح، وردد بعضهم أن الفطير مجرد البداية سيأتي بعدها حتما "الهُبر"، خاصة وانه نائب ميسور الحال، يبقى أن تعرف أن هذا النائب نجح بالفعلفى الطلعة الاولى وهو عضو مؤسس في رابطة نواب الفطير على نفقة الدول، أقصد العلاج على نفقة الدولة.
"الصناديق المؤمنة"، وصفٌ ردده الكثير من الناخبين أمام لجنة مدرسة سعد زغلول بمدينة 15 مايو، تعليقًا على خروج الصناديق الانتخابية قبل موعد غلق التصويت بحوالي ساعة.. وتزامناً ذلك مع موعد أذان صلاة العشاء.. فعلاً صناديق مؤمنة خرجت لأداء الصلاة.." أو كما قال أحد الشباب"هايزوّرها وهي بتصلّي" كاستعارة انتخابية من جملة قيلت في فيلم "واسلاماه"، عندما قرر التتار مهاجمة المسلمين وهم يصلون.
رغم أن هذا الموقف قد لا يبدوا طريفاً للبعض، إلا إنني أراه طريفاً من وجهة نظري المتواضعة.. ما اقصده تصريحات مسئولي الحزب الوطني بعد ساعات قليلة من بدأ "التصويت" والتي أكدت أن مندوبي بعض مرشحيهم تعرضوا للمنع والبلطجة من قبل أنصار جماعة الإخوان المسلمين، وعلى الناحية الأخرى جاءت تصريحات الأخوان عكس ما قاله الوطني، وأكدوا هم أيضا أنهم تعرضوا للمنع والتزوير والضرب.. الأمر الذي جعل الكثير من شباب شبكة "فيس بوك" يعلقون قائلين:" أُمال مين اللي بيضرب".
ومع قرب نهاية اليوم الانتخابي، بدأت حرب من نوع جديد بين مرشحي الوطني بعضهم البعض، في صراع مستميت على التزوير، غرابة المشهد أنه يتم لأول مرة تزوير من الوطني ضد الوطني، أو حتى لصالح المعارضة كما أكد البعض، ألا توجد كوميديا أكثر من ذلك،التزوير لصالح الأخير وأحيانا بالغصب.. فعلاً عمليات التزوير شابها بعض الانتخابات !!
دعك من كل ذلك المضحكات المبيكات.. واذهب بدون تردد لتستمتع بأجمل التعليقات الكوميدية علي موقع "تويتر-وفيس بوك"، هذه التعليقات بالنسبة لي تقف على مسافة واحدة من كوميديا مسرحية العيال كبرت ومدرسة المشاغبين، خد عندك بعض الامثلة :" دعاء الناخب المصري: اللهم أهلك الإخوان بالوطنيين وأخرجنا منهم سالمين". ويتضامن آخر معه في الدعاء قائلاً:" اللهم يا حنان يا منان نسألك مرشحا لا وطني ولا إخوان"، ويعلق آخر علي شعار الأخوان فيقول:"جماعة الإخوان تؤكد على مدنية الدولة ونبذها للعنف وتؤكد أن السيوف في شعارها.. هي سيوف تستخدم في عمل السلطة".
وأبرز التعليقات التي انتشرت بكثرة، تعليق يقول صاحبه "غنيم" على موقع "تويتر":"ويكيليكس تعتذر عن عدم قدرتها على تغطية الانتخابات المصرية لعدم قدرة سيرفراتها على استيعاب كمية وثائق التزوير المتوقع كشفها غدا".. وعلّق أحدهم على عنوان لإحدى الصحف القومية فقال:" غدًا عرس الديمقراطية ...أعتقد النهاردة الموضوع واضح إنه دخلة وكتب كتاب". وتعليقًا على انتشار ظاهرة شراء الأصوات، قال أحد الشباب:" في العراق كان عندهم اتفاقية النفط مقابل الغذاء .. في مصر عندنا اتفاقية الصوت مقابل الغداء".
كلمة أخيرة: هذه بعض المواقف والطرائف والغرائب والعجائب عن واقعنا المصري المبعثر والمحنط.. هذه وقائع وحقائق لا يمكن أن تنكرها عين، ناخبين بعضهم مرتشين، وحكومة ترى كلوا أن "تمام". ومرشحين يتقاتلون ويدفعون بأنصارهم إلي أتون حرب أهلية.. والهدف: الحصول علي "كرسي" لخدمة الناس وتمثيلهم تحت "القبة".. لم أرى أعظم من ذلك ولا أكثر روعة.. يالكم من رجال أبرار.. تقتلون بعضكم البعض لكي تخدمونا.. خلاص ماتبصتهاش اكتر من كدا !!
ويا سادة يا كرام، يا أولى الأمر منا.. لقد أظلمتم الدنيا في عيوننا، ومن لا يملك عيناً ليرى.. لن يميز بين الظلام، فاتركوا لنا أفواه لنضحك، ولا أقولكم.. كلها محصلة بعضها.. أو كما قال احدهم –معرفش مين- إذا كنت لا تملك ألا الشاكوش فلن تجيد ألا الدق !!
» حمادة أبو الحمد ربيعي في ذمة الله
» لحياة الزوجية
» كم عدد أبواب الجنة
» معجزة من القرآن الكريم
» الأزهر يرجو الله أن يكون ضحايا التحرير "شهداء"
» قصيدة اعجبتني
» رزقنى الله بأول مولود
» رسالة ترحيب بابنى ( خالد )